Wednesday, 22 April 2015

وداعا للبنزين.. المهندس "محمود" يبتكر سيارة "بتمشي بالميه"








الحاجة
أم الاختراع.. منطق يعرفه الكثير، يطبقه المصري في أبسط الأشياء، وأقصاها تعقيدا، أمام
أي مشكلة يوجد حل، يتكيف مع المعيشة، لكن بأسلوبه، الذي يصل عند البعض إلى الابتكار،
وهو ما فعله "محمود عبد الفتاح"، حين وجد نفسه في طابور طويل لأصحاب سيارات،
يأنون من أزمة البنزين، التي اشتدت عقب ثورة 25 يناير. الانتظار مصاحبا له ارتفاع الأسعار
فضلا عن تكاليف الصيانة وغيرها من مصاريف الانفاق على السيارة، فقرر أن يُسخر مهندس
الميكانيكا تخصصه لإنتاج سيارة تسير بالمياه بدلا
فيما
يشبه "التوك توك"، أو عربة التنقل في المتنزهات والمولات التجارية صمم
"عبد الفتاح" سيارته، لم يكن لديه مشكلة في صناعتها "بمنتجات مصرية
100% باستثناء المحرك" حسب قوله، لكن بذل الوقت والجهد كانا في ذلك الجهاز الفاصل
للغازات، والذي يمكنه تحويل المياه إلى غاز الهيدروجين، ومن ثم دفع المحرك للانطلاق،
وهو ما نجح فيه الرجل الأربعيني بعد عمل استمر قرابة خمسة أعوام "كنت بشتغل بعد
ما أخلص التزاماتي عشان كده أخدت الوقت ده كله".


بالطريق
الدائري في محافظة الإسماعيلية قبل قرابة أسبوع، انطلق "عبد الفتاح" بسيارته
الصغيرة مشاركا باحتفالات كرنفال الربيع الذي تقيمه المحافظة، المرة الأولى التي يشهد
جمع غفير باكورة انتاجه، بين الانبهار والإعجاب "وناس طلبت تشتريها وتانية طلبت
أني أعمل لهم عربية خاصة بهم" كان رد الفعل، الذي لم يخلُ من وجود المشككين والمستغربين
من إمكانية القيام بذلك "لكن المتخصص يفهم كلامي" حسب قوله، ورغم الحفاوة
والترحيب رفض مهندس الميكانيكا أن يكون "ابتكاره" محل التداول الشخصي، فرفض
أن يصنع السيارة للراغبين، ففضلا عن ثقل التكلفة "على الناس لو اتصنعت بشكل فردي"
غير أنه "عايز البلد تستفيد".


داخل
ورشته الخاصة بحكم عمله في تصنيع الآلات، كانت المعدات متوافرة لـ"عبد الفتاح"
لصناعة السيارة الصديقة للبيئة كما يصفها "لأنها مش بتطلع عادم لكن بخار مايه"
حسب قوله، لكنه يؤكد أن الفكرة ليست في السيارة بقدر الجهاز، الذي يمكن تركيبه بمحرك
أي مركبة مهما بلغ حجمها.


عن أخبارك

No comments:

Post a Comment