Thursday, 30 April 2015

الرشيدية : دورة أبريل تضع المجلس البلدي في قلب العاصفة و هو على مشارف انتخابات جديدة .











مختار العيرج


يحرص بعض الناس على حضور بداية أشغال دورات بلدية
الرشيدية لما يميز ساعاتها الاولى من أجواء تعكس طبيعة العلاقة بين مختلف
الفرقاء..في الساعتين الاوليين لهذه الجلسة ساد كالعادة اللمز و الغمز، إذ علق
الرئيس السابق على المكان الذي خص به فريق العدالة و التنمية " المستشار الذي
وفد عليه قادما من حزب الأصالة و المعاصرة "، فمنذ بداية الولاية التي تشرف على
نهايتها شهد هذا المجلس عملية ترحال غير مسبوقة في المدينة، إذ تفكك " الجرار
" بشكل ملفت و لم يبق منه من أصل 12 قطعة سوى قطعتين او ثلاث و تحول الباقي
إلى زيت و " فتيلة " للمصباح الذي بدأ مسيرا للمجلس بالتحالف مع "
الكتاب " ليصير في ظرف وجيز صاحب أغلبية مطلقة مكنته من الإستئساد و
الإستنمار في البلدية متجاهلا حلفاءه الشيء الذي حذا بالنائب الأول و النائب الثالث
و النائب الخامس و كلهم من حزب التقدم و الإشتراكية و النائب السابع و هو بلون حزب
العدالة و التنمية إلى التصويت ضد الحساب الإداري لسنة 2014 .



















هذه الأجواء كانت تسم دورة أبريل التي بدأت بخلاف حاد
حول جدول الأعمال الذي اعتبرته المعارضة المكونة اليوم من بعض المستشارين من الجرار و
نواب الرئيس الثلاثة من الكتاب و النائب السابع و هو بلون المصباح، متناقضا مع جدول
الاعمال المسطر في اللجنة، و هو مازكاه النائب الاول و احتج على ما يعانيه النواب
من تهميش و " حكرة "، و لم يقنع رد الرئيس الذي اعتبر ان من حقه إضافة
نقطة او إحداث تغيير في الترتيب .. ثم تندلع عاصفة رملية همت هذه المرة الحيز
الزمني للتدخلات، تناوب عدد كبير من المستشارين و كل واحد أدلى بدلوه و اقترح ما
يراه مناسبا، و في خضم هذه الزوبعة ستهدد المعارضة القديمة – الجديدة بالإنسحاب إن
أصرت الاغلبية على تقييد التدخلات ليحسم الخلاف بتحديد توقيت معين، و في غمرة نقاش
حاد طالب المستشار ابراهيم طاسين عن حزب الأصالة و المعاصرة الرئيس عبد الله هناوي
بمناظرة أمام الجمهور لتوضيح جذور الخلاف و ما يطبع تدبير الشان العام في نظره من
اختلالات .. ثم يطالب الرئيس و بنبرة حاسمة و حازمة بفتح تحقيق في عملية تجديد كراء أراضي الجموع و بذلك كانت هذه الدورة بحق دورة عاصفة تضع المجلس في مفترق طرق و هو على مشارف انتخابات جديدة .









نقط عديدة كانت مثار هذا الخلاف الطاحن الذي شهدته
الدورة فبخصوص النقطة 2 و التي تهم " الدراسة و المصادقة على طلب قروض من
صندوق التجهيز الجماعي لتمويل الشطر الثاني من مشروع التأهيل الحضري " رفض
النواب و المعارضة ذلك بحجة أن مشروع التاهيل الحضري الاول لم يتنه بعد و صوتوا
بالضد على هذه النقطة، و بعد ذلك انسحبوا احتجاجا على المضي قدما في هذا التوجه .. و تعدالنقطة 6 الداعية إلى " الدراسة و المصادقة على سحب حق الإستفادة من بقع أرضية من الملك البلدي المخصص للإستثمار من الأشخاص المتخلفين عن انجاز مشاريعهم الموعودة " من المسائل التي كان فيها خلاف في التقييم، إذ اكتفت الأغلبية بعرض 8 حالات و تطالب المعارضة بتعميم الأمر على الكل .. و كانت النقطة 9 التي تهم : " الدراسة و المصادقة
على إعادة هيكلة المقهى التابعة للملك البلدي داخل السوق اليومية بالوادي الاحمر
" من النقط الخلافية حيث تقول المعارضة إن العملية تفويت لشخص مكتري و ليس
لمالك و ان العملية فيها تغيير في المساحة فالمقهى كما هو في الواقع يشمل 44 متر
مربع في حين ستهم إعادة الهيكلة 106 متر، فالأمر حسب المعارضة يهم تغيير طبيعة
المشروع مما يقتضي حرصا على المداخيل إجراء طلب عروض لا سيما و أن الهيكلة تعني
بناء 6 متاجر في السفلي و مقهى في العلوي.. و اما النقطة الثامنة التي تهم "
الدراسة و المصادقة على إعادة تفويت بقعة أرضية من الملك البلدي الخاص لفائدة
التعاونية الفلاحية " كوباك "فتعتقد المعارضة أنها يجب اذن أن تتم هي
الأخرى في إطار طلبات العروض لجلب مداخيل للبلدية و ليس تفويتا بالتراضي .




اللافت في هذه الدورة هو الخلاف بين أعضاء المكتب البلدي
و انخراط نواب " الكتاب " في صف المعارضة .. إنها الرمال أضحت بقدرة
قادر ثابتة بمرزوكة و متحركة ببلدية الرشيدية، و الامر يطرح تساؤلات حول التحالفات
التي ينبغي أن تتم وفق ميثاق تحصنه القوانين عوض أن تظل لعبة تخضع لمعايير مزاجية
و تغيرات الموازين و ترحال المستشارين من لون لآخر ..










No comments:

Post a Comment