Friday, 24 April 2015

المعاق في المغرب تهميش بكل الألوان‎








حسن العلمي


المعاق
هو ذلك الشخص الذي يعاني شكلا من أشكال العجز الذي يحد من قدرته على القيام بالوظائف
الأساسية في حياته اليومية كممارسة أنشطته المتنوعة و علاقاته الاجتماعية الطبيعية
و التي تجعله دائما محتاج للآخرين قصد معونته ، لأنه مختلف عنهم شكلا أو قدرة ، فهو
معاق جسديا أو عقليا ، نتيجة عوامل وراثية أو عيوب خلقية أو بيئية مكتسبة و يترتب على
ذلك آثار اجتماعية أو نفسية و يطلق على هؤلاء الأشخاص ( ذوو الاحتياجات الخاصة )


فهذه
الشريحة من المجتمع تعاني مآس كثيرة يوميا من نظرة المجتمع لها ، يرون فيهم العجز الذي
يجعلهم في أعينهم عالة على المجتمع ، كما يعانون من التهميش و الإقصاء من طرف المسؤولين
و من طرف المواطنين ، تهميش متعدد على المستوى الاجتماعي و الاقتصادي و الأخلاقي، فرغم
وجود العديد من الجمعيات التي ترفع شعار الاهتمام بالمعاق و إدماجه في الحياة العامة ، فهذا فقط كلام في كلام
قصد الاستفادة ماديا على حسابهم ، فلا اهتمام و لا إدماج و إنما هي مسرحية يسترزق بها
مسيرو هذه الجمعيات، أما الحكومة فترفع عدة شعارات و هي النهوض بذوي الاحتياجات الخاصة
و إدماجهم في المجتمع و تأهيلهم ...و ... لكن
يبقى كلامها شعارات رنانةو لا فتاتها
التي تزين بها مختلف البنايات هي ذر رماد في عيون فقط و تضليل في تضليل ، فرغم ما تبديه الحكومة من اهتمام بالمعاق عن طريق إنشاء مراكز
و مؤسسات التأهيل الاجتماعي لرعايتهم اجتماعيا و نفسيا و إيوائهم و تقديم عدة خدمات و مساعدتهم على تنمية مهاراتهم
و قدراتهم لكي يصبحوا أناسا منتجين يساهمون في تطوير بلدهم ، كل هذا يبقى نفاق اجتماعي
و كلام لتجميل الوجه ، أما على أرض الواقع فلم يتغير أي شيء فالمعاق لا زال معاقا في
نظرهم و الحكومة سلت يدها من هذا الملف و سلمته لجمعيات مرتزقة تحت غطاء الاهتمام بذوي
الاحتياجات الخاصة ، فالتهميش و الحيف شمل كل هؤلاء الأشخاص إضافة إلى النظرة الدونية
لهم على أنهم ضعاف لا حول لهم و لا قوة و ليس لهم مكان بين الأسوياء ، و هذه النظرة
ظاهرة للعيان نشاهدها كل يوم على كل المستويات ، فأين هو التعليم لهؤلاء و أين هو التطبيب
، و أين هي العناية الخاصة ، حتى مجالس المدينة لا تضعهم في حسبانها فلا ولوجيات و لا وسائل نقل و لا مصاعد و حتى الطوارات
استولى عليها الباعة و أرباب المقاهي و علب القمامة ، فلا مكان للمعاق و لا حق له في
الخروج و التجول و خوض غمار الحياة ، فأين هو الاهتمام يا ترى ؟ فهناك أسر تعاني الأمرين
مع أكثر من إعاقة بها ، وعندما تتحرك و تطلب المساعدة و تبحث و تستعطف ، تحصل بالكاد
على عكاكيز أو كرسي متحرك و عند تسليمه تحضر وسائل الإعلام بعدتها و عتادها و تسيل
الأقلام مدادا و ترتفع مكبرات الأصوات معلنة بأنهم اهتموا و قدموا و عالجوا و ...


لك الله يا معاق ، فأنت غير مسؤول
على خلقتك لكننا مسؤولون على تهميشك و إقصائك ، فاعتمد على الله و على نفسك و لتكن
عزيمتك قوية ، فلا تنتظر شيئا من أحد سوى الله سبحانه و تعالى .


نتمنى
أن تهتم وزارتنا الوصية بملف الإعاقة ، و تأخذه مأخذ الجد ، و تعيد لمن حرموا نعما
كثيرة شيئا من الكرامة و العناية و تمد لهم يد المساعدة لشق طريقهم و شحذ هممهم حتى
نكون فعلا ساوينا بينهم و بين الأسوياء ، و أن نتجنب كلمة ( مسكين ) لأنها كلمة تأصل
العنصرية و الدونية ، و تحية لكل شخص تحدى
إعاقته و إقصاء الدولة له و انتفض انتفاضة القوي و خرج ليتحدى من مسكنوه و برهن للجميع
أنه إنسان كالجميع ، و أمثال هؤلاء كثيرون
لم تلتفت لهم الدولة و تعترف بهم إلا عندما
تحدوا الصعاب و حققوا الفوز في مختلف المحافل
الوطنية و الدولية.





No comments:

Post a Comment