Tuesday, 28 April 2015

عندما تصبح الملاعب وكرا للمصائب‎





حسن العلمي


لست
من متتبعي الشأن الرياضي لا الوطني و لا المحلي ، و لست من المتحمسين حتى للرياضة الوطنية
إلا في اللقاءات الدولية فإني أتابعها و أشجع أبناء وطني و أتمنى لهم الفوز ، في يوم
الأحد 26 أبريل 2015 و أنا أتجول على الأقدام ، مارا بجانب قاعة الرياضات بالرشيدية
و التي لم يسبق لي أن تابعت فيها و لو مقابلة محلية واحدة ، و أتحاشي الدخول لها لأني أعرف جيدا ما
يقع بداخلها ، أقول و أنا مار بجانبها استوقفني الهتاف و الصفير و عبارات التشجيع بكل
أشكالها و ألوانها التي تحب أن تسمعها و التي تستحيي أن تسمعها ، دخلت إلى القاعة لاكتشف
ما بالداخل ، سألت أحد المشجعين الذي يتصبب العرق من جبينه و احمر وجهه من كثرة الصراخ
، أخبرني أنها مقابلة في كرة اليد بين مدينة الرشيدية و مدينة سيدي قاسم ، لقد تحولت
المقابلة من رياضة سامية تقرب بين الشعوب و تقرب بين أبناء الوطن الواحد بحماسها و بتنافسها
الشريف إلى لون من ألوان الصراح ، فهنا
يمكن للمتفرج أن يرى الشغب بكل ألوان الطيف باستعمال كل الكلمات النابية و الأبطال
هم الجمهور و الخصم هو الحكم ، و عند النهاية زاد الأمر عن حده ، فاختلط الحابل بالنابل و دخل الجمعور إلى الملعب
قاصدا الحكم الذي لم يشفع له لا رجال الأمن الذين عملوا ما في وسعهم و استعملوا كل
الطرق من استعطاف و تحذير و تنبيه و تلميح بالقوة
و لم يحترموا حتى نائب وزارة الشباب و الرياضة الذي حضر لتشريف المقابلة و مؤازرة
الفريق المحلي ، و الذي حاول هو نفسه استعطاف من حولوا هذا العرس الرياضي إلى حلبة
للمصارعة .




هنا
قلت في نفسي رحم الله الرياضة في بلدي عامة و في مدينتي خاصة ، عندما أصبحنا نسمع عن الأرواح تزهق داخل ملاعبنا ، و أصبحنا نرى الحجارة
و القنينات بكل أشكالها تقذف في وجوه اللاعبين ويكسر زجاج سيارات و حافلات الخصوم ، و يتم إتلاف البنية التحتية
للملاعب ، هل فعلا يعتبر هذا وعيا و تحضرا ، و إلا متى سنعرف هذا الوعي و هذا التحضر
و نحن نرى ملاعب في دول أخرى أعراسا رياضية يشارك فيها الأب و الأم و الأبناء و الرؤساء
و العمال و الوزراء و الشباب .

No comments:

Post a Comment