بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
تقرير عن الندوة العلمية التي نظمها
المعهد المغربي للدراسات والتواصل الثقافي بالرشيدية في موضوع:
"التراث والبحث
العلمي قاطرة للتنمية"
من
تأطير السادة الأساتذة:
· الدكتور
مولاي علي سليماني: أستاذ باحث بكلية الآداب ببني ملال
· الدكتور
محمد اسماعيلي علوي: أستاذ باحث بكلية الآداب ببني ملال
· الدكتورة
بشرى سعيدي: نائبة رئيس المعهد المغربي للدراسات والتواصل الثقافي
· الدكتور
محمد امراني علوي: رئيس المعهد المغربي للدراسات والتواصل الثقافي
وذلك بمقر دار الشباب بوتلامين
بالرشيدية مساء يوم السبت 09 مايو 2015.
جلسة الندوة العلمية سيرتها الدكتورة
بشرى سعيدي، حيث افتتحت بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها إمام مسجد الواحة بالرشيدية؛
وبعد ذلك قدمت المسيرة ورقة تعريفية بالمعهد، ومشاريعه العلمية وأهدافه ومبادئه ووسائله...
وكذا اللجن العلمية المنبثقة عنه، ودعت الحضور الكرام إلى الانخراط في هذه اللجن، خاصة
والمعهد المغربي ينفتح على كل الباحثين والخبراء، ويرغب في الإفادة من كل الطاقات،
خدمة للتراث والبحث العلمي...
سلمت الكلمة بعد التعريف بالمعهد
للدكتور مولاي علي سليماني والذي تناول في مشاركته موضوع: "التراث الشفهي من التعبير
عن الذات إلى الخصوصية الثقافية"؛ حيث استأنف كلمته بمباركة ميلاد هذا المعهد،
ودعا لمكتبه بالتوفيق في خدمة مشاريعه العلمية، وأكد على انخراطه ودعمه لأنشطته...
عرف بعد ذلك بالتراث الشفهي أو
ما يسمى بالنص الغائب، وبين أن له أسسه وأصوله على الرغم من استهزاء البعض به، وأكد
على أن الرواية الشفهية هي أصل كل الثقافات، بما في ذلك الثقافة الإسلامية، بدءا بالقرآن
الكريم والحديث النبوي، ولضبط هذه الرواية الشفوية في علوم الحديث ظهرت عدة علوم في
مرحلة التدوين، ومنها علم الجرح والتعديل... فالكتابة على كل حال متأخرة، وبالمشافهة
وصل إلينا الشعر الجاهلي وغيره، فالمشافهة هي الأصل الأول للثقافات...
وقد دعا المعهد المغربي إلى ضرورة
جمع شتات هذا التراث، وخاصة تراث المنطقة، قبل الانفتاح على المناطق الأخرى داخل المغرب
وخارجه، كما دعا إلى الحفاظ على اللغة العربية، وأن نجعل من التراث الشفوي وسيلة لخدمتها
أيضا، وأكد على أن توثيق المتن الشفهي سيحقق لنا الخصوصية الثقافية، ويحصننا من الانصهار
في ثقافة الآخر...
أما الدكتور محمد اسماعيلي علوي
فتناول موضوع: " قراءة التراث في ضوء معطيات البحث -رؤية تكاملية وجودية-"
وبدوره أكد في بداية كلمته على مباركة تأسيس هذا المعهد، وعرج على تعريف كلمة التراث
في الأصل اللغوي، وأنه من مادة: ورث، فالتراث والارث والوراثة كل ما يورث عن الأجداد...
وذكر بأن الذي يعطي للتراث بعده التواصلي والحضاري والكوني هو الربط بين الماضي والحاضر،
وأن خاصية الكونية تميز المذهب المالكي الذي يعتمده المغاربة في فقههم، كما تميز اللغة
العربية أيضا، إذ يوجد بها ما لا يوجد في سائر اللغات، فالعربية تنسجم مع قواعد الكون
وسننه وقوانينه، فالمثنى مثلا قبل أن يكون قاعدة لغوية يعتبر قاعدة كونية، فالكون كله
ينبني على قاعدة الزوجية والثنائية، مستدلا في ذلك بمظاهر الكون وبقوله تعالى:
" وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"
(سورة الذاريات الآية 49)
والخلاصة أن الكونية خاصية إسلامية،
ويجب أن نضفي هذه الكونية على ثقافتنا وديننا، قال تعالى: " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ
إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ " (سورة الأنبياء الآية 107).
وذكر الأستاذ أيضا أن التراث يجب
أن يوزن بالميزان الشرعي، إذ من التراث ما يهدم الدين ويتنافى مع الأخلاق والقيم، ودعا
إلى ضرورة الالتزام بالكونية والروحية والانسانية في قراءة التراث وجمع شتاته، كما
دعا المعهد المغربي إلى ضرورة الاهتمام بالتراث دون عصبية، فالملاحظ أن أبناء الرشيدية
متهمون بالعصبية لمنطقتهم حسب تعبيره.
أما الدكتور محمد امراني علوي
فقد ركز في مشاركته على: التراث المادي والبحث العلمي: العمارة المحلية نموذجا؛ فرحب
في البداية بالحضور وشكرهم على الاستجابة للدعوة...
وركز في بداية كلمته على أن منطقة
تافيلالت لها خصوصيتها التي تميزها عن غيرها، خاصة في جانب العمارة (نمط السكن في القصور
مثلا)، فعرف بالقصر وبشكله ومحيطه وإشكالية التأريخ له ودلالات تسمية القصور (الدلالة
العربية والدلالة الأمازيغية)، فالقصور ذات الدلالة الأمازيغية تتشكل من كلمة واحدة وتبدأ بحرف التاء وتنتهي به، كقصر تيوجديت وتاحسنونت...
أما القصور ذات الدلالة العربية فتتشكل من كلمتين أو أكثر، كقصر أولاد يوسف وأولاد
عبد الحليم...
فمن مقومات القصور التي تحتاج
إلى الدراسة والبحث يقول الباحث: الباب الرئيسي للقصر، والأسوار والأبراج والمساجد...
فتراث المنطقة غني جدا وفي حاجة إلى تظافر الجهود لإخراجه في حلة جيدة...
بعد هذا شكرت المسيرة المشاركين
على موضوعاتهم القيمة والمنهجية، والتي حملت الجديد في كلماتها وقضاياها وتوصياتها...
وفتحت المجال للمناقشة، والتي ركز فيها المتدخلون على الآتي:
ü أمثلة
للتراث الشفهي المحلي
ü سبب تسمية
القصور بهذا الاسم
ü دور المورخ
في الحفاظ على التراث (الأبراج مثلا)، خاصة والملاحظ القضاء عليها.
ü التساؤل
عن التراث الفلاحي والغذائي بالمنطقة
ü الدعوة
إلى إحياء التراث المعماري الطبيعي (طريقة التهوية مثلا)
ü عقد شراكات
مع الجهات المهتمة بالتراث
ü التراث
المنقول عبر الرحلات (الحج مثلا)...
وقد أجاب المشاركون عن كل الأسئلة
والاستفسارات، مؤكدين على أهمية دراسة التراث وفق منهجية محكمة، ووفق مناهج علمي أخلاقي.
يذكر أن المشاركات لقيت استحسانا
كبيرا من طرف الحضور الكريم، والذين تأسفوا غن غياب بعض الجهات المهتمة بالتراث رغم
توصلها بالدعوات، ومنددين بالسلوكيات التي تسببت في سرقة لافتتين للإعلان عن هذه الندوة
العلمية والافتتاحية، التي أطرها خبراء...
وفي الأخير تم توزيع الشهادات
التقديرية على الأساتذة المشاركين، وشكرت السيدة المسيرة كل الحضور وكذا مدير دار الشباب،
الذي بذلا جهدا كبيرا في سبيل تنظيم هذه الندوة، ودعت الحضور الكرام إلى حضور حفل العشاء
بفضاء إفريقيا.....
مع تحيات مقرر الندوة: لخلافة متوكل
No comments:
Post a Comment