Thursday, 21 May 2015

أيها الغشاشون .. ستتم محاربة الغش في الباكالوريا .. الكترونيا








مع استفحال ظاهرة الغش
في المدرسة المغربية، لجأت وزارة التربية الوطنية منذ السنة الفارطة لتشديد
الحراسة على المرشحين لاجتياز الباكالوريا، لكن ظلت هذه العملية في حدود ما تسمح
به القدرات البشرية، و لم يتمكن الحراس من الحد من " الغش الإلكتروني " لاسيما
و ان بعض التلاميذ و التلميذات يخفون الهواتف في مناطق جسمانية يتحرج المرء من
تفتيشها خشية تطور الامور لقضايا لم تكن في الحسبان .


ظل الأساتذة عرضة للأخطار، و تفاقمت في السنوات الأخيرة الإعتداءات عليهم و وصلت إلى سلامتهم الجسمانية.. وفي ظروف الإمتحانات يزداد استهدافهم و يكونون بين نارين : ممتحن ( بفتح الحاء ) يعتبر الغش " مكسبا " لا يسمح بالمساس به، و مراقبين يحملونه ما لا طاقة له به، فيزداد التوتر و الضغط و يصبح الامر لا يطاق حين يكون الحارس رجلا في خريف العمر وهم اليوم نسبة كبير في القطاع، أو تكون امرأة في ظروف معينة ..


و على الرغم من ان
الوزارة تفكر هذه السنة في تزويد مراكز الإمتحانات بمعدات إلكترونية تكشف أماكن
الهواتف النقالة، و هو ما يعد ظاهريا شكلا فعالا، لكنه بالنسبة لرجال التعليم ينطوي على مخاطر إضافية، فالكشف عن ذلك قد يعني مواجهة مباشرة مع المعني، فماذا وفرت الوزارة من حماية لأطرها ؟ و هل ستتركهم كما هي عادتها في مواجهة المجهول بأنفسهم داخل مراكز الإمتحانات و خارجها .


إن محاربة الغش و نشر قيم العمل و الإعتماد على النفس ظل رجال التعليم منذ أمد بعيد ينبهون لمزايا ذلك على الفرد و المجتمع، و ظلوا يدبجون التقارير الرافضة لإنجاح التلاميذ بدون معدل 5/10 او 10/20، لكن المسؤولين لم يكترثوا لصيحاتهم و جربوا في كل مرة نظاما، بعد هدر أموال طائلة، تحت مسميات مختلفة و متعددة.. و بعد الفشل الذريع يكون رجل التعليم هو " منديل المطاعم " الذي تمسح فيه الأيادي .


إن محاربة الغش عملية بنيوية تهم المجتمع ككل، فالغش ليحارب في المدرسة يجب ان يحارب في المقاولة و الإدارة و الإنتخابات ...في عهد وزير الداخلية البصري، و حين اكتشف تسريب الأسئلة في كلية الطب تحركت وزارته بشكل غير مألوف لكن أحد الظرفاء ذكره : كيف لا تريدون طبيبا مزورا و تقبلون ببرلمانيا مزيفا ؟




No comments:

Post a Comment