باحث جزائري للمغاربة: لا تعوّلوا على بلادي في بناء المغرب الكبير

محمد الراجي

قالَ
الباحث الجزائري سعيد هادف، إنّ إعادةَ الحياة إلى المغرب الكبير لا يُمكن أن تتحقّق
إلّا بإعادة الدفْء إلى العلاقات المغربية الجزائرية، وما دامت العلاقة بيْن البلدين
متوتّرة "فلا يُمكن للاتحاد المغاربي أن يقوم"، يقول الباحث الجزائري.

وأضاف
الباحث الجزائري الذي كانَ يتحدّث في ندوة نظمها المركز الإفريقي للتنمية بمدينة فاس،
حول موضوع "المغرب ورهانات التنمية بإفريقيا"، أنّ النظامَ الجزائري
"وصلَ إلى حالة من الحرج التي لا يُمْكن معها أنْ يقدّم حلّا لإعادة الدفْء إلى
العلاقة بين البلديْن.

وانطلق
هادف في شرحه لـ"حالة الحرج" التي بوجدُ عليها النظام الجزائري، من شرْح
مفهوم البراديم "Paradigme"، والذي يعني –حسب قوله-
الإطار الفكري الذي نتمثل من خلاله العالم، والذي يقتضي تنويع زوايا النظر من أجل التقريب
بين وجهات النظر.

وأوْضح
في هذا الصدد أنّ النظام الجزائري "وصل إلى حالة من الحرج الذي لا يُمكن معه أنْ
يُقدّم حلّا لتجاوز التوتّر القائم بين بيْن المغرب والجزائر، ليسَ لأنه لا يُريد،
بلْ لأنّه غير قادر على المبادرة، لأنّ طبيعة النسق الذي عاشه منذ عقود تمنعه من ذلك".

ويرى
الباحث الجزائري الذي حاضرَ حوْل موضوع "المغرب ومحيطه الإفريقي: في الحاجة إلى
براديم جديد"، أنّ على المغرب "ألّا يُعوّل على الجزائر لإحياء المغرب الكبير"،
وألّا ينتظر منها المبادرة، بلْ عليْه أنْ يُبادر بالتوسّع نحو العُمْق الإفريقي.

وقال
في هذا الصدد "لا خيارَ أمام المغرب سوى تفعيل مشروع الجهوية الموسعة والحكم الذاتي،
الذي سيقوده إلى الجنوب، لكسب ثقة موريتانيا، انطلاقا من معالجة مشكل الصحراء، واسترداد
علاقته مع دولة مالي، وتمتين علاقاته مع السنغال".

وتطرّق
الباحث الجزائري إلى الَحراك المجتمعي الذي عاشتْه المنطقة سنة 2011، وقال إنّ الثورات
الشعبية لا يُمكن أن تؤدّي إلى الاستقرار إلا بإعادة بناء مفهوم "الدولة التي
نريد"، مشيرا إلى أنّ المغرب يتوفّر على هذا النموذج، من خلال الجهوية الموسعة
والحكم الذاتي الذي اقترحه حلّا لنزاع الصحراء.

وأضاف
المتحدّث "إذا لم يكن مفهوم "الدولة التي نريد" حاضر في أذهاننا، فلا
يُمكن أن نصنع هذه الدّولة، طالما أننا لا نتوفّر على تصوّر واضح حولها"، موضحا
أنّ المغرب قادر على بناء هذا النموذج، انطلاقا من تفعيل تجربة الجهوية الموسعة والحكم
الذاتي "والتي يوجدُ هناك أعداء من المغرب يعملون على إفشاله، لأنّه ليس من مصلحتهم".
يقول المتحدث.

عن هسبريس