حسن جامعي
رفعت الجلسة ما
عاد للكلام معنى ! رفعت الجلسة ماعاد للعدل مغزى ! رفعت الجلسة حينما تحولت مصر إلى
معسكر للإعتقال و الباقي في المنفى ! رفعت الجلسة يوم تحول أشراف مصر إلى مجرد أسرى
.. رفعت الجلسة بعدما اختفى العدل و ساد السحل و الركل و التعذيب و القتل بباطل و جور
أعمى .
رفعت الجلسة حينما تحولت
أوراق مرسي و القرضاوي و من معهم إلى مفتي الإعدام في محاكمة هزلية، عنوانها عدالة
الإنقلاب إنه زمن الإنحطاط بكل ما تحمل الكلمة من معنى حيث أجهز القضاء المصري على
ما تبقى من وميض يبعث الأمل و الحلم، القضاء تحول إلى وحش يلتهم حقوق الناس و يعدم
من يشاء و يبريء من يشاء دون أن يرف له جفن، أو يدرك أن عمر الجور و الظلم قصير .
أثار انتباهي أحد المحتجين
بالشوارع المصرية يحمل لافتة كتب عليها ما يلي : القضاة ثلاثة إثنان في مصر و الثالث
في الجنة، و هاته الكلمات تلخص ما وصل إليه القضاء في مصر مع العلم وجود قضاة أشراف
موزعين بين السجن و الإقصاء .
لا أريد العودة إلى ثورة
25 يناير و ما نتج عنها أو كيف تحول ربيع الحرية إلى نكسة و خريف يصنع الموت في كل
مكان، الجميع يعلم سيناريو المسرحية و كيف دبرت المؤامرة في ليل ليتحول نهار القاهرة
إلى ليل حالك، و بالتالي وصول خادم الأجندات الأجنبية عبد الفتاح السيسي بلغة الحديد
و النار ليتصدر المشهد المصري و يبدأ عملية تصفية الخصوم .
الإنقلاب رافقته آلة إعلامية
تضليلية سخرت كل شيء لتقنع الشعب المصري بأن المجرم بريء و الخائن أمين و المسام إرهابي
و تاجرت في كل شيء القيم الأخلاق لأن الذين يقودون هاته الحملة هم سماسرة فضائح و تجار
فكر فاسد، و تنضاف آلة القضاء لإتمام المشهد و تسخر جسم القضاء كله شرطة و نيابة و
قضاة لإخضاع هذا الشعب و قبوله بالأمر الواقع، لأن الذين انقلبوا على الشرعية كانوا
يدركون خطورة مصر الديمقراطية القوية و التي يمكن أن تلعب دورا حيويا في المنطقة و
خصوصا القضية الفلسطينية و قطاع غزة لذلك كان لخفافيش الظلام رأي آخر يحمي مصالح إسرائيل
و أمنها قبل الأمن المصري .
العدل أساس الملك و حينما
يتحول القضاء إلى ساحة لتصفية الحسابات السياسية و للظلم و الجور نتوقع بداية النهاية
لهذا الملك الفاسد و لهذا الإنقلاب، فصاحب الحق لن يسكت عنه و اللص يدرك هذا الأمر
جيدا إلا إذا كان بليدا أو مجنونا .
No comments:
Post a Comment