Saturday, 23 May 2015

بعد غلق الحدود .. و التشتت .. و مصادرة الارض ..لم تبق لكم سوى الماية و مريم لهبيلة ..









في مرحلة ما بعد الإستعمار الأروبي للعالم الثالث لعب
المقص كما يحلو له بالرقعة الترابية للبلدان المحتلة، فكان الاكراد الذين شتتوا
على بلدان عدة هم المثل البارز لغيرهم في مناطق عدة، و بين المغرب و الجزائر هناك
مناطق تعرضت لرسم للحدود لم يراع الجوانب الإجتماعية و التاريخية ... و كانت في
منطقة الجنوب الشرقي قبيلة دوي منيع كنموذج لما لحق قبائل أخرى من تمزيق لأواصرها
و اعتداء على مصيرها، و هي اليوم ممزقة بين دولتي المغرب و الجزائر، جزء هنا يحمل
جنسية هذا البلد و طرف هناك مجنس بجنسية أخرى، تم الامر بدون استشارة السكان و لا
أخذ رأيهم، على الرغم من ان الدولة الفرنسية و في اتفاق مع الإيالة المغربية كانت
تعلم و منذ بداية القرن المنصرم الوضعية الخاصة لهؤلاء السكان، فمنحهم اتفاق 1901
إطارات خاصا،يقتضي تخيير الناس بين الجنسيتين، لكن فرنسا التي كانت طرفا في هذا
الإتفاق تمنح للمغرب و الجزائر استقلالا مشتتا لتلك القبيلة التي خصها الإتفاق
المذكور بحالة استثنائية و خاصة .


بعد أزيد من 52 سنة من الإستقلال و التشتت، ظل الفلكلور
و الزجل يوحد الناس و يجمع شتاتهم و يذكر فرنسا بجريمتها التي لا تغتفر و يضع الدولتين
و المجتمع الدولي أمام مسؤولياته التاريخية و الإنسانية.. لكن في ظل غياب المعنيين
و انشغالهم بالمعيش اليومي و تفريطهم في وحدتهم سر وجودهم سيظلون هنا كما هناك مهمشين و
سقط متاع، و ستبقى " الماية و مريم لهبيلة " بكاء على أطلال في تافيلالت و كير و بشار و الحمادة و أرض دوي منيع التي صودرت في العبادلة كما في امفيس و الريصاني و البلبيلة التي مازال المسؤولون في إقليم فجيج يتلكؤون في حسم أمرها .




ا


No comments:

Post a Comment