في مرحلة ما بعد الإستعمار الأروبي للعالم الثالث لعب
المقص كما يحلو له بالرقعة الترابية للبلدان المحتلة، فكان الاكراد الذين شتتوا
على بلدان عدة هم المثل البارز لغيرهم في مناطق عدة، و بين المغرب و الجزائر هناك
مناطق تعرضت لرسم للحدود لم يراع الجوانب الإجتماعية و التاريخية ... و كانت في
منطقة الجنوب الشرقي قبيلة دوي منيع كنموذج لما لحق قبائل أخرى من تمزيق لأواصرها
و اعتداء على مصيرها، و هي اليوم ممزقة بين دولتي المغرب و الجزائر، جزء هنا يحمل
جنسية هذا البلد و طرف هناك مجنس بجنسية أخرى، تم الامر بدون استشارة السكان و لا
أخذ رأيهم، على الرغم من ان الدولة الفرنسية و في اتفاق مع الإيالة المغربية كانت
تعلم و منذ بداية القرن المنصرم الوضعية الخاصة لهؤلاء السكان، فمنحهم اتفاق 1901
إطارات خاصا،يقتضي تخيير الناس بين الجنسيتين، لكن فرنسا التي كانت طرفا في هذا
الإتفاق تمنح للمغرب و الجزائر استقلالا مشتتا لتلك القبيلة التي خصها الإتفاق
المذكور بحالة استثنائية و خاصة .
بعد أزيد من 52 سنة من الإستقلال و التشتت، ظل الفلكلور
و الزجل يوحد الناس و يجمع شتاتهم و يذكر فرنسا بجريمتها التي لا تغتفر و يضع الدولتين
و المجتمع الدولي أمام مسؤولياته التاريخية و الإنسانية.. لكن في ظل غياب المعنيين
و انشغالهم بالمعيش اليومي و تفريطهم في وحدتهم سر وجودهم سيظلون هنا كما هناك مهمشين و
سقط متاع، و ستبقى " الماية و مريم لهبيلة " بكاء على أطلال في تافيلالت و كير و بشار و الحمادة و أرض دوي منيع التي صودرت في العبادلة كما في امفيس و الريصاني و البلبيلة التي مازال المسؤولون في إقليم فجيج يتلكؤون في حسم أمرها .
ا
No comments:
Post a Comment