لجأت شرطة مدينة معسكر إلى إلقاء القبض على خمسة مغاربة كانوا يشتغلون في
وضع الجبس بأحد المنازل، و سيتم في هذه الحالة – كما هي عادة السلطات الجزائرية –
تلفيق تهمة " دخول التراب الجزائري بطريقة غير شرعية "، و يذكر في هذا
الباب أن عددا هاما من المغاربة عانوا من السجون الجزائرية بسبب هذه التهمة او
اجتياز الحدود بالنسبة للكسابة في الأقاليم الجنوبية الشرقية، بعضهم عاد في أحوال صحية مزرية ليلقى ربه بعد شهور من المرض و المعاناة كما هي حالة المرحوم التهامي العيرجي .
و الحقيقة أن السلطات الأمنية الجزائرية هي على علم بان الجزائريين
القاطنين بمدن الشريط الحدودي المغربي الجزائري يعمدون إلى إغراء " الصناع
" المغاربة و يهربونهم عبر الحدود و يخفونهم في منازل في طور البناء
للإستفادة من خبرات لا توجد في بلدهم، و الغريب ان الشرطة تتغاضى على ذلك و لا تقوم بإعادتهم إلى بلدهم كما تتعامل مع الافارقة الذين تنقلهم في حافلات لائقة و المغاربة تخصهم بالسجن و المحاكمات عند الحاجة و في فترات خاصة .. و هو ما يستدعي من الهيئات الحقوقية و
منظمات المجتمع المدني التنديد بهذه الممارسات و هذه الأساليب التي تمس حقوق
الإنسان و تتطلب تنديدا دوليا بهذه المسلكيات المفضوحة .
و في المقابل، فإن جزائريين يجتازون الحدود المغربية لأسباب
متعددة كان آخرهم السيد خليفة بوزياني الذي قدم برا و عبر الصحراء مقتفيا أثر إبله التي دخلت
المغرب و احتجزتها السلطات المغربية و بعد اكتشاف مرضها أبادتها بنواحي وجدة،
المواطن الجزائري رافقته الجهات المعنية و مكنته من الإطلاع على جماله المدفونة
في عين المكان و سمحت له بالبقاء حرا حيث يشاء ريثما يحين موعد تقديمه للمحاكمة
الذي كان سيتم بعد أسبوعين، لكن هذا المواطن عاد أدراجه من حيث أتى و لم يحدث ان
السلطات المغربية حكمت على مجتازي الحدود بالسجن النافذ .
إنه الفرق بين المغرب و الجزائر .
No comments:
Post a Comment