.
تأتي هذه العملية بعد الأولى التي عرفتها مخيمات لحمادة في شهر أبريل 2014، وتعتبر
سابقة من نوعها من حيث دخول صور الملك على الخط وهي الرسالة التي أراد بها الشباب
الصحراوي إيصالها إلى عاهل المغرب قصد العمل على وضع حد لمعاناتهم وكذا بهدف إثارة
الرأي العام حول ما يعانونه من مآس وتدنيس لكرامتهم الإنسانية والمتاجرة بقيمهم من
طرف قيادة البوليساريو بمباركة الجزائر.
العملية قامت بها مجموعة من الشباب الصحراوي منضوية تحت اسم حركة شباب “كفاية”
(ح, ش, ك) حيث تعلن دعمها التام لمقترح الحكم الذاتي التي تعتبره حلا معقولا
وواقعيا يضمن لهم حياة كريمة ويعجل بلم شملهم مع عائلاتهم بالصحراء المغربية.
فقد أشار شهود عيان أن حالة من الغليان تعم حاليا المخيم حيث تم تعزيز جميع
“الولايات” بعناصر الأمن، والتي تم تكليفها بإزالة الأعلام المغربية وجمع المناشير
والصور والملصقات بالسرعة حتى لا يلاحظها السكان، خصوصا أن المخيمات تشهد وجود
وفود أجنبية كثيرة تشارك في بعض التظاهرات، وكذا عشية الاحتفال بذكرى إعلان
الجمهورية الوهمية.
وتوقع مراقبون أن تشهد سنة 2015تطورات هامة على صعيد ملف الوحدة
الترابية للمملكة المغربية، من خلال إنهاك الانفصاليين داخليا بالاحتجاجات
المتواصلة والمتنوعة، وهو ما سيؤدي إلى اتضاح الصورة أكثر لدى المجتمع الدولي
الراغب في إنهاء الصراع الذي اختلقته الجزائر قبل أربعة عقود، وكان من نتائجه خلق
بيئة حاضنة للارهاب وتجارة المخدرات، باتت تؤرق منطقة الصحراء الكبرى وجنوب
المتوسط، فضلا عن أوروبا، التي بدأت التفكير الجدي في وضع حد لمعاناة الصحراويين
المغاربة، قطعا للطرق التي توصلهم إلى اليأس المتمثل في بقائهم فريسة لأفكار الغلو
والتطرف، بدل انصهارهم في المجتمع المغربي المتطلع إلى المستقبل بأمل وتفاؤل
كبيرين.
No comments:
Post a Comment