Monday, 4 May 2015

إبداع أم تمويه ؟








في المغرب العميق ترضع الأمهات صغارهن حليب
أثدائهن وتحملنهن على ظهورهن، في الجنوب الشرقي تقول النساء أن ظهر الأم دوح و
سرير .. هذه العادة صارت تتراجع شيئا فشيئا، حل الحليب الإصطناعي بديلا عن ذلك
الذي يتدفق من صدور الوالدات دافئا شتاء و باردا صيفا..و عوضت العربات الظهور.. و
نتساءل دوما : لماذا تبدلت المسلكيات و تغيرت القيم ؟


لكن الصورة التي عثرت عليها في الفايسبوك ذكرتني بالإمام
مالك حين عاد أدراجه، بعد سفر متعب، و هو يبحث عن رجل قيل له إنه يحفظ حديثا للنبي
صلى الله عليه و سلم، لأنه حين وصل إليه وجده يسعى لقبض دابته بإيهامها بحفنة يديه و هي
فارغة، فرفض رواية حديث عن رجل يتعامل مع حيوان بهذه الطريقة .. لكني لم أرفض
الصورة لأنها قوية برمزيتها للتماهي الغالب على حياتنا اليومية.. نمثل أدوار كثيرة،
نوهم غيرنا، نعبر بطرق ملتوية كثيرة تلافيا لحقيقة نخفيها إلى يوم الحساب.. لكن حين
يكون ضحايانا أطفال نخدعهم بوسادة و كأنها ظهر أمهاتهم نؤدي دورا من نوع خاص
..




م -ع

No comments:

Post a Comment