Monday, 18 May 2015

جمعية لا هوادة للدفاع عن الثوابت تنظم ندوة وطنية في موضوع "هل نحن بحاجة إلى حركة وطنية الآن؟"








تنظم
جمعية لا هوادة للدفاع عن الثوابت يومه السبت 23 ماي على الساعة الثالثة زوالا
بمركز الاستقبال لوزارة التجهيز و النقل بحي الرياض بالرباط ندوة وطنية في موضوع " هل نحن بحاجة إلى حركة وطنية
الأن؟" و ذلك تخليدا لذكرى وفاة الزعيم الوطني العلامة علال الفاسي.


سيترأس
الندوة الدكتور عبد الواحد الفاسي و بحضور ثلة من الزعماء السياسيين الوطنيين من
أبرزهم المناضل اليساري و زعيم جيش
التحرير السيد محمد بن سعيد ايت يدر.


الندوة
الوطنية مناسبة لقراءة الأوضاع السياسية المغربية، و محاولة فهمها و تحليلها في
سياقها العربي و الإفريقي و الدولي و ذلك عبر استنطاق ذاكرة المغرب التاريخية.


فمعلوم
أن الحركة الوطنية بالمغرب نشأت لمقاومة التدخل الأجنبي و هيمنته على القرارات
السيادية عبر فرض حمايته و وصايته على المغرب و المغاربة، فالتفت الحركة الوطنية نحو العرش و بايعت السلطان و دافعت عنه كرمز يصون هوية
المغرب الدينية و يحافظ على استقراره السياسي و وحدته الترابية، قاطعة بذلك الطريق
على كل المخططات الأجنبية التي كانت تسعى إلى تفكيك المغرب و طمس هويته الثقافية و
الدينية عبر إضعاف السلطان و عزله.


نجح
التحام السلطان مع الحركة الوطنية في إضعاف سلطات الحماية التي أقرت بهزيمتها و
اعترفت باستقلال المغرب سنة 1956، ليكون بذلك المغرب البلد الاستثنائي في المنطقة
الذي لم يستعمر و عاش فترة قصيرة من الحماية الفرنسية.


بعد
85 سنة من عمر الحركة الوطنية المتمثلة في حزب الاستقلال الذي انضم إليه كل من حزب
الشورى و الاستقلال و حزب الاتحاد الاشتراكي المنشق عن حزب الاستقلال، عاشت الحركة
الوطنية بعد الاستقلال صراعات سياسية من أجل إرساء قواعد الديمقراطية و الدفاع على
العرش، فأحرزت نقاط إيجابية في محطات عدة كما أنها مع مرور الوقت أخذت تضعف شيئا
فشيئا فخلف ضعفها فراغا سهل اختراق الهوية و الإنسية المغربية و أضعف حس الانتماء الوطني.


و
اليوم، و إذا تأملنا ما قاله المؤرخ الناصري و هو يحكي عن فترة الحماية:
«"لا يخفى أن النصارى اليوم على غاية من القوة
والاستعداد، والمسلمون لم الله شعتهم، وجبر كسرهم، على غاية من الشظف والاختلال.
وإذا كان كذلك، فكيف يسوغ في الرأي والسياسة بل وفي الشرع أيضا أن ينابذ الضعيف
القوي، أو يحارب الأعزل الشاكي السلاح؟ وكيف يستجاز في الطبع أن يصارع المقعد
القائم على رجليه، أو تناطح الشاة الجماء الشاة القرناء..؟"
، فإننا سنقتنع بأن
الأمس أشبه باليوم. و إلا كيف يمكن تفسير ما يعيش العالم حاليا و على
الخصوص العالم الإسلامي من تخريب و تدمير و تحكم إلى حد الرغبة في إعادة النظر في
الخريطة الجغرافية لأكثر من دولة. إن ما
نعيشه اليوم في زمن " اعطيني صاكي"، و في زمن السفاهة السياسية وفي زمن الرويبضة
ما هو إلا استعمار ناعم بأسلوب جديد. و من هنا فإن السؤال المطروح من طرف جمعية لا
هوادة للدفاع عن الثوابت عبر موضوع الندوة يبقى جوهريا.




أمل مسعود

No comments:

Post a Comment