ذ.عبد الله بوفيم من أغرب ما سمعت من مهندس في الماء في نقاش داخل مكتب السيد مدير مديرية التخطيط والتدبير المائي بالوزارة المنتدبة المكلفة بالماء, قوله: لا يمكن للماء الذي نطعم به الفرشات المائية أن ينساب بسرعة لعدم وجود مسالك له. أجبته أننا وبصدق اجتهدنا وخلال الخمسين سنة الأخيرة في استنزاف البحيرات المائية في باطن الأرض كما اجتهدنا في منع الماء عنها بسوء نية أحيانا وأحيانا بحسن نية. لهذا أورد هذا الفيديوhttps://www.youtube.com/watch?v=UabScrFqMpc الذي يبين أكبر وأطول بحيرة مائية في العالم وهي توجد في إقليم تازة شمال المغرب, وإسمها ( إفري أواضو) وترجمتها مغارة الريح, وربما قد يوجد أكبر منها وأطول في العديد من المناطق في المغرب لكننا لم نكتشفها بعد. والريح في تلك المغارة دليل أن لها مجموعة متنفسات كانت ثقوبا تتزود منها بالماء في السابق وأصبحت حاليا متنفسات, ينفذ منها الهواء بدل الماء محدثا ريحا داخل البحيرة التي أصبحت مغارة. الذي عرقل مهمة مراسل إم بي سي كما قال هو المياه الجوفية, مما يعني أننا بحق نستهتر بثروتنا المائية ونسمح لكل من هب ودب بالبلوغ لعقل وقلب وأمعاء البحيرات المائية( كما سماها المراسل), والهدف بالطبع دراهم معدودة يحصل عليها شاب مغربي, مستغل أبشع استغلال. السياسة المائية في المغرب تخرب البحيرات المائية الباطنية والمحمية والآمنة والتي من السهل تأمينها, لصالح بحيرات مائية يكلف بناؤها ملايير الدراهم وتنقص حقينتها سنة بعد أخرى بفعل الترسبات زيادة على التبخر والتوحل. أعجب لخبراء يجتهدون في استنزاف بحيرات باطنية يمكن لواحدة منها أن تسع حقينة عشرة سدود ويمنعون عنها الماء, ويسعون لتحويلها لمزارات سياحية, وبالمقابل يسعون لإنفاق أموال الشعب لبناء سدود يعلمون أكثر من غيرهم أن عمرها لا يتجاوز في الغالب خمسين سنة. من بين الأنظمة التي تجني على البحيرات المائية في باطن الأرض وتمنع عنها الماء, بناء السدود, لأن الأخيرة تساهم في غلق الثقوب المائية في قلبها وتمنع الماء عن الثقوب المائية أسفل السد, مما يعني منع الماء عن البحيرات المائية في باطن الأرض وبالتالي حرمانها من التجدد, لتستنزف حتى تصبح جافة وصالحة للإستغوار لتدر على الدولة دريهمات, وتنفق الدولة ملايير الدراهم لجمع الماء في بحيرات سطحية. والطريقة الثانية التي يجني بها خبراء الماء على الفرشة المائية هي بناء حيطان في قلب الأودية بزعم أنها تجمع الماء ليرشح لباطن الأرض وينعش الفرشات المائية. الكارثة هي أن خبراء الماء لا يعرفون بعد أن الماء الذي نستخرجه في باطن الأرض, لم يرشح, بل نفذ في ثقوب يتفاوت قطرها بين سنتمترات وأمتار. لهذا حين يزمجر خبراء الماء في وطننا وبحسن نية مدافعين عن بناء تلك الحيطان الاسمنتية, فأعلم أننا في خطر بحق. إنهم ينفقون أموال الشعب في تخريب الفرشات المائية ومنع الماء عنها وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. عاملات النظافة يعلمن أن الماء لا يحتاج إلى حاجز ليدخل في قناة صرف الماء, بل حال يصلها ينفذ مباشرة وإن كثر يمر بعضه طبعا, لكن أغلب الماء ينفذ حال يجد ثقبا ليدخل منه, لهذا فبناء تلك الحيطان لا يجعل الماء يدخل في الثقوب, بل يجعل الترسبات تملأ تلك الثقوب وبالتالي عدم إمكانية نفاذ الماء منها, مما يعني الجناية على الفرشات المائية. والطريقة الثالثة والكارثية بحق, هي حفر آبار وملؤها بالحصى بزعم أنها ستساهم في تقوية الفرشات المائية, والحال أن ذلك الحصى يغلق القناة المائية في البئر ولا يسمح للماء بالنفاذ منها ولا بتوسع تلك القناة. حين نحفر ثقبا مائيا بقطر متر واحد وعمق 100متر ونملأه كله بالحصى فإننا بذرنا المال العام عبثا وسفها زيادة على أننا خربنا تلك القناة المائية وأغلقناها وإلى الأبد ومنعنا توسعها ومن ينتظر من ذلك البئر المملوء بالحصى أن ينفذ منه الماء فهو بلا شك يحتاج إلى دروس لدى الفلاحين وحافري الآبار لعله يفهم الكثير. أما الطريقة الرابعة والخطيرة جدا فهي حفر خنادق وآبار في بعض الأودية وصرف المياه العديمة فيها بزعم تقوية الفرشات المائية والحال أنهم يسممون الفرشات المائية ويقدمون للفلاحين والمواطنين ماء مسموما يخرب صحتهم تخريبا. حين تجد خبراء الماء يدافعون عن تشييد السدود وهم يعلمون أن لها مائة نقطة ضعف, ويحاربون تقوية الفرشات المائية ولها مائة نقطة قوة, فأعلم أن في الأمر سر أو ربما أسرار خفية لا يجب أن نعلمها. كلما ذكرت لمهندسي الماء إمكانية تقوية الفرشات المائية بحوالي متر مكعب من الماء في الثانية, استغربوا وتهكموا غير مصدقين, وهم يحسبون أن القناة المائية في باطن الأرض لا يمكنها أن تتوسع ليصل قطرها إلى متر أو أكثر. لكني أجزم أن القناة المائية في باطن الأرض ستتوسع حتى يصل قطرها إلى أكثر من ثلاثة أمتار وزيادة, لكن لا يمكن لفتحة الثقب المائي أن تتوسع بالطبع لأننا نقويها بالاسمنت المسلح حتى نبلغ الطبقات الصلبة وبالتالي حتى ولو توسعت قناة الماء في باطن الأرض فإن الثقب المائي لن يسمح إلا بمرور متر مكعب واحد من الماء فقط وفي الثانية الواحدة. حين نطبق اختراع تقوية الفرشات المائية من الأودية الموسمية, واختراع حماية المدن من الفيضانات وتطعيم الفرشات المائية, فإنه يجب أن تسلم رخصة الحفر لكل من يطلبها في ملكه, لأن كثرة الثقوب والآبار حينها ستساهم مساهمة فعالة في نفاذ الماء وتوسع الفرشات المائية,لأن كل ثقب مائي أو بئر سيكون متنفسا للفرشات المائية مساهما في تقويتها أكثر مما يساهم في استنزافها. بالطبع حين تطبق الحكومة الاختراعين المتعلقين بالماء, حينها سيكون منطقيا ومقبولا أن تركب فوق كل بئر أو ثقب مائي عدادا للماء, والمواطن سيرضى ويقبل وهي التي أنفقت المال ليحصل المواطن عل الماء قريبا منه وافرا نقيا. هل يعلم خبراء الماء أن ماء الشرب في المغرب أصبح وبنسبة 80 في المائة تقريبا فوق سطح الأرض معرضا للتلوث والتسمم والعدوان والإجرام؟ لو أن دولة أو دولا عدوة استهدفت المغرب ألا يمكن أن تستهدف ماءنا؟ فكم سيلزمنا لحماية مائنا؟ هل حقيقة يمكننا أن نحمي ماءنا؟ كم من الرجال يلزمنا لحماية كل سد؟ وكم من الطائرات والرادارات تلزمنا لحماية سماء كل سد؟ هل نقدر خطورة مستقبلنا المائي؟ ألا نتعظ من قراراتنا؟ نحن نشارك في دعم الشرعية في دولة معينة, وبالطبع تحقد علينا الدول المحاربة للشرعية ومنها القريبة منا والبعيدة. ألا يمكن للأعداء مستقبلا أن يوجهوا لنا ضربات مفاجئة كما فعلنا نحن؟ أين ستكون تلك الضربات مؤلمة وقاتلة؟ هل فكرنا في هذا؟ هل فكرنا في المستقبل القريب؟ كيف سيكون الماء عملة قوة الدولة أو ضعفها؟ كيف نسمح بثروتنا أن تكون في العراء مسموحة للعدو والصديق؟ ألا يجب أن نعيد النظر في مخططنا المائي؟ ونتواضع قليلا ويسمع بعضنا بعضا ونستفيد من أبناء الوطن ومن الثروة ألا مادية كما قال صاحب الجلالة, الملك محمد السادس نصره الله. هل نحسب أن الأجنبي يمكنه أن يفكر في مصلحتنا أكثر من المغربي؟ إن كنا نثق في الأجنبي ونصدق كل ما يمليه علينا ونحارب المغربي الذي ينفق وقته وجهده في سبيل وطنه فربما أننا مستعمرون في عقولنا وقلوبنا ووجب علينا أن نعلن ثورة داخل عقولنا وقلوبنا لتستقل من الاستعمار الأجنبي. - مدير صحيفة الوحدة المغربية | |||
Friday, 8 May 2015
دولة تجني على فرشاتها المائية وتريد فرض عقدة الفرشات المائية؟
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment